أنواع الخط العربي

فن الخط:

تم استخدام الخط العربي إلى حد كبير وبطرق مذهلة ومتنوعة بشكل مذهل، والتي أخذت الكلمة المكتوبة إلى ما هو أبعد من القلم والورق في جميع أشكال ومواد الفن، ولهذه الأسباب، يمكن اعتبار الخط كخط سمة فريدة من نوعها في الفن الإسلامي، عبقرية الخط الإسلامي لا تكمن فقط في الإبداع الـ لا نهاية له و البراعة، ولكن أيضا في التوازن بالإنحناءات و التأثيرات من قبل الخطاطين بين نقل النص والتعبير عن معناها من خلال رمز جمالي رسمي.

أنماط الخط العربي:

هناك أنماط متعددة من النصوص الرئيسية في الخط العربي ، و التي هي :

– خط النسخ:

هو من الخطوط العربية الستة التي كان للوزير العباسي (ابن مقلة ) الفضل في وضع الأسس الهندسية للحروف , ومن بعده الخطاط العباسي الشهير (ابن البواب ) ثم لا ننسى الدور الكبير الذي رسخه الخطاط الكبير ياقوت المستعصمي اخر الفترة العباسية ، وخير من خلفه في بدايات العصر العثماني (الشيخ حمد الله الأماسي ) الذي طوره الى حد الجمال المطلق , فكان المؤسس الأول للخط العربي في الدولة العثمانية , وسار على نهجه الخطاط الشهير الحافظ عثمان كاتب المصاحف , ومن ثم محمود جلال الدين ومصطفى عزت ومحمد شوقي وهؤلاء نخبة النساخين العثمانيين.

خط النسخ بقلم الخطاط العثماني محمد شوقي

– خط الثلث :

من اشهر انواع الخطوط العربية الستة ,ويتفرع من خط النسخ. كان المهندس الأول لأسس حروف الثلث هو الوزير العباسي (ابن مقلة ) في القرن الرابع الهجري , وقد أضاف التطوير الواضح في هذا الخط الخطاط المشهور ياقوت المستعصمي, فكان قبلة الخطاطين في عصره .

ثم جاء الامام الأول للخطاطين العثمانيين (الشيخ حمد الله الأماسي ) فكان صاحب مدرسة مشهورة سار على نهجها كل الخطاطين العثمانيين من بعده وأخص الخطاط الشهير الحافظ عثمان المسمى بالامام الثاني , ومن بعده محمود جلال الدين والخطاط العبقري مصطفى الراقم , فكان من جاء بعده قد اقتفوا اثره الجليل في هذا الخط الأصيل ، ومنهم مصطفى عزت وعبدالله الزهدي كاتب الحرمين الشريفين ومحمد شفيق كاتب قبة الصخرة المشرفة

الفاتحة بخط الثلث كتبها حامد الامدي عن مصطفى الراقم المدرس

– خط الإجازة (خط التوقيع ):

من أنواع الخطوط العربية الأصيلة حيث سمي خط الاجازة بهذا الاسم لأنه كان يستخدم في كتابة الإجازات الخطية، والإجازة هي بمعنى شهادة مثل الشهادات الدراسية . كما سمي بخط التوقيع نسبة إلى توقيع المجيز أي الذي يمنح الإجازة.

هذا الخط كان موحدا من قبل يوسف الشجاري الذي وصفه (الخط الرياسي) لأنه كان يستخدم في كثير من الأحيان من قبل الفضل بن عباس وزير الخلافة العباسية (المأمون) ، وكان الفاضل بن عباس معروفا أيضا بمالك منصبين رئاسيين.

ويتميز بأنه مزيج من خطي الثلث والنسخ ومن أشهر من طور هذا الخط هو (الشيخ حمد الله الأماسي ) الامام الأول للمدرسة العثمانية , وجاء من بعده (الحافظ عثمان كاتب القران ) ومحمود جلال الدين , مصطفى الراقم المدرس ,مصطفى عزت , حسن رضا, محمد شوقي وعبدالعزيز الرفاعي.

نموذج بخط التوقيع( الاجازة ) كتبه الخطاط العثماني حسن رضا

– الخط الديواني :

سمي هذا الخط بالديواني نسبة الى استعماله في الدواوين الرسمية الحكومية في الخلافة العثمانية , وأول من وضع قواعده هو ابراهيم منيف في عهد السلطان محمد الفاتح وهو مشتق من خط التعليق ، وقام بتطويره الوزير الخطاط أحمد شهلا باشا و الخطاط العثماني محمد عزت الشهير معلم الخط في المكتب السلطاني , وسار على طريقتهم أغلب الخطاطين الى وقتنا الحاضر .

نموذج بالخط الديواني للخطاط العثماني محمد عزت

– خط المحقق:

هو من الخطوط الستة التي اشتهرت زمن العباسيين وكان لابن مقلة الدور الكبير في وضع النسب والقواعد الصحيحة للحروف , حيث انه مشتق من خط الثلث ويمتاز بالحروف المرسلة (الراء والمم والواو ) ولا يقبل التركيب في السطر اشهر من كتب به الخطاط العباسي ياقوت المستعصمي وأحمد قره حصاري وحمد الله الأماسي.

نموذج بالخط المحقق لسورة الفاتحة

– خط النستعليق:

هو خط مزيج من النسخ والتعليق , يمتاز بالجمال في النسب ما بين الرقة والغلظة في سماكة الحروف ، وضع قواعده (مير علي سلطان التبريزي ) في القرن الثامن الهجري ، أشهر من كتب به الخطاط الكبير (عماد الحسني القزويني).

نموذج بخط النستعليق

– الخط الديواني الجلي :

خط مشتق من خط التعليق , له نفس خصائص الخط الديواني , ولكنه يتميز بكثرة علامات الزخرفة التي تملأ ما بين الحروف فهو خط زخرفي بالأساس ، ظهر في نهاية القرن العاشر الهجري وقد طوره الخطاط الوزير أحمد شهلا باشا ومن أشهر من كتب به ( محمد شفيق , محمد عزت , سامي أفندي , اسماعيل حقي , حامد الامدي ).

– خط الطغراء :

تطلق كلمة الطغراء على شارة اسم السلطان العثماني حيث ترسم في أعلى البراءات والفرمانات السلطانية وأول من استعمله السلطان مراد الثالث والطغراء مزيج من خطي الديواني والاجازة وقد تستخدم على النقود الاسلامية ، وقد طور رسم الطغراء الخطاط العثماني الفذ (مصطفى الراقم ) ثم (سامي أفندي , اسماعيل حقي المشتهر بطغراكش ).

– خط الرقعة:

هو أسرع واسهل الخطوط و يستعمل في الدواوين السلطانية وبين عامة الناس لسرعته وسهولته وكان واسع الانتشار في الدولة العثمانية ، وضع قواعده المستشار (ممتاز بك ) الذي كان معلم الخط للسلطان العثماني عبد المجيد خان 1863م ، وقد اشتهر باجادته محمد عزت الذي وضع كراسة لأنواع الخطوط , حيث تعتبر مرجعا في هذا النوع من الخط .

خط الرقعة من كراسة الخطاط العثماني محمد عزت