فن حضارة ما بين النهرين

الفن في حضارة ما بين النهرين

الفنون القديمة في بلاد الرافدين تمثل طرازاً فنياً يُعد من أقدم الطرز في العصور التاريخية ، ويتضح في هذا الطراز تأثر المجتمع، إذ كان رعاة الفن فيه خصوصاً من الملوك و رجال الدين، والطـراز الفنـي في حضارة مابين النهرين – شـأنـه شـأن الطـرز الفنـية العامـة الأخرى ينقسم الى طرز فرعية أهمها: الطراز السومري، الطـراز الاكدي البابلي، الطراز الآشوري، الطـراز الكلـدانـي، أو البابلـي الجديد، وخـلّـف الفـن في حضارة مابين النهرين آثـاراً رائعـة فـي شتـى المجـالات، من تخـطيط مدن، العمارة، النحت، التصوير، والفنون التطبيقية.

[للأعلى…]

الفن في الحضارة السومرية

الحضارة السومرية من الحضارات القديمة المعروفة في جنوب بلاد الرافدين وقد عرف تاريخها من الألواح الطينية المدونة بالخط المسماري وظهر اسم سومر في بداية الألفية الثالثة ق.م. في فترة ظهور الحيثيين لكن بداية السومريين كانت في الألفية السادسة ق.م. ، حيث استقر شعب العبيديين بجنوب العراق وشيدوا المدن السومرية الرئيسية كأور ونيبور ولارسا ولجاش وكولاب وكيش وإيزين وإريدو واداب (مدينة).

واختلط العبيديون بأهل الشام والجزيرة العربية عن طريق الهجرة أو الحروب ، وبعد عام 3250 ق.م. ، و ابتكروا الكتابات الطينية وهي مخطوطات ألواح الطين ، وظلت الكتابة السومرية لمدة الفي عام هي لغة الاتصال بين دول الشرق الأوسط في وقتها.

وأما فيما يتعلق بالفن السومري فاشتهرت بصناعة المنحوتات المجسمة والنقوش على الأحجار الكريمة المختلفة وربطها بالطبيعة والأحداث اليومية ، أبان المهارة والإبداع الفني لدى السومريون والأختام السومرية (الأسطوانية) الصغيرة في الحجم والتي تحوي صورا مختلفة وصور المعارك المرسومة والعمارة المزخرفة والتميز الموسيقي باستعمال الآلات العديدة مثل الطبل والناي والجرس والبوق والعود والمزمار والقيثارة … كانت دلالات على التقدم الفني الكبير الذي تميز به الفكر السومري في الألف الثالثة قبل الميلاد.

[للأعلى…]

فن الحضارة السومرية – الهندسة المعمارية

تتميز الحضارة السومرية بطائفة من الآثار المادية والأبنية العامة كالمعابد والقصور,ومما لا شك فيه أن لظهور القصور في هذا العصر دلالته التاريخية على ظهور السلالات الحاكمة أما المعابد فإنها حافظت على أشكالها الأساسية بوجه عام ولكنها اتسعت في مخططاتها وإحجامها كما اتضحت أسماء بعض الآلهة التي خصصت لعبادتها ويمكن معرفة أبنية هذا العصر من خلال استعمال اللبن المستوي (الآجر) ((Plano – convex وهو نوع خاص من اللبن اقتصر استعماله على بلاد ما بين النهرين,ولعل ابرز نموذج بارز لعمارة الزقورة هو المعبد الرئيسي (زقورة أور) الذي كرس لعبادة كبير الآلهة السومرية (أنو) وإلهة الخصب (إنانا) بمدينة أوروك على مصطبة بارتفاع 12 مترا فوق سطح الأرض وأستقر فوقها ما أصبح يعرف بالمعبد الأبيض بسبب طلاء واجهته بالجبس.

[للأعلى…]

الفن في الحضارة البابلية

بلاد بابل تعني بالأكّدية (بوابة الإله) ظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. ، و كان مركز هذا الإقليم هو مدينة بابل والتي مرّ عليها خلال فترات وجودها العديد من الشعوب والحكام وكانت تقوم على الزراعة.

الملك حمورابي هو مؤسس دولة بابل في عام 1763ق.م. و كان أعظم ملوكها حمورابي (توفي عام 1750 ق.م.) والذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه، وبعد حمورابي بفترة قليلة ضعفت هذه الأمبراطورية لتعود وتزدهر من جديد وتتسع رقعتها فتشمل فلسطين وتبلغ الحدود المصرية .

في الفترة التي سيطر خلالها الكلدانيون على بابل ابتداء من عام 625 قبل الميلاد كان يطلق على الإمبراطورية البابلية في هذه المرحلة اسم ” الإمبراطورية البابلية الثانية” ، ويعتبر نبوخذ نصر أعظم ملوك بابل (605-562 ق.م.) في عهدها الجديد، وكانت انذاك مطوقة بأسوار ضخمة ذات أبواب عريضة. والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.

[للأعلى…]

فن الحضارة البابلية – الهندسة المعمارية

تتشابه المواد الإنشائية المستخدمة في فنون العمارة في حضارة بابل مع الحضارة السومرية وذلك بسبب الطبيعة الجغرافية لجنوب ووسط وادي الرافدين وعدم وجود جبال, فقط كان التراب هو المادة الأساسية في الإنشاءات وذلك بسبب توفره بشكل واسع وصنع منه الطين لتكوين الأجر وتعتبر بوابة عشتار أجمل وأعظم نصب معماري أنجزته الحضارة البابلية حيث يرتفع 12 مترا بأجرها المزجج والملون واجهة جداراها منحوتات بارزة تصور أنواع الحيوانات الأسطورية التي ترمز إلى كبير الآلهة البابلية (مردوك).

[للأعلى…]

بوابة عشتار في متحف برجامون ببرلين:

ومن المنشات المعمارية الهامة التي شهدت في العصر البابلي هو برج بابل ويتكون البرج من سبع طوابق وتقل مساحة الطابق كلما ارتفع إلى الأعلى وتتكون الطابق السابع من المعبد المقدس حيث كانت تقام فيه عيد السنة البابلية على ضوء إحدى الوثائق والذي يسمى لوح (اي – ساكلا) التي عثر عليها في أور وهي المصر الأساسي للمعلومات الدقيقة عن برج بابل وتجدر الإشارة إلى اندثار معالم هذا الصرح وتحوله إلى كتل من الأنقاض.

[للأعلى…]

الفن في الحضارة الاشورية

سكن الأشوريون شمال العراق منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وكانوا يتحينون الفرص لكي يستقلوا بمدنهم عن حكم الجنوب، حيث كانوا خاضعين قبل استقلالهم للمملكة الأكادية، و بعدها خضعوا للكوتيين، ثم لملوك أسرة أور الثالثة التي استمر خلال الفترة من 2113 ـ2006 ق.م ، ثم استقلوا بعد ذلك وتمكنوا بظهور حمورابي ملك بابل والذي حكم خلال الفترة من (1792 ـ 1750) من القضاء على تلك الاقوام المناوئة لهم، حيث استمرت المناوشات بين الشمال والجنوب لفترة زمنية ليست بالقصيرة ، فكان الجنوب يبسط سيطرته على الشمال {أشور} فتره ثم ينال الشمال استقلاله في فترة أخرى ، إلى أن تمكنت الدولة الآشورية من بسط نفوذها القوي على مناطق واسعة من الجنوب ، حيث أمتد نفوذها إلى بلاد بابل و آشور .

و هي أول دولة قامت في شمال بلاد ما بين النهرين، وتوسعت في الألفية الثانية ق.م. وامتدت شمالا لمدن نينوى، نمرود وخورسباد وكانت مملكة آشور دولة عسكرية تقوم على العبيد،. وما بين سنتي 883 ق.م. و612 ق.م. أقامت إمبراطورية من النيل الى القوقاز، ومن ملوكها العظام: آشوربانيبال، تغلات فلاصر الثالث، سرجون الثاني، سنحاريب، آشورناصربال، واسرحادون (والد آشور بانيبال).

وكانت كتابة الآشوريين هي الكتابة المسمارية التي كانت تكتب علي ألواح الطين، وأشهر مخطوطاتها ملحمة جلجماش التي ورد بها الطوفان لأول مرة. وكانت علومهم مرتبطة بالزراعة ونظام العد الحسابي السومري وكانت مكتبة الملك آشور بانيبال من أشهر المكتبات في العالم القديم حيث جمع كل الألواح بها من شتى مكتبات بلاده، الآشوريون هم من الأكديين الذين قطنوا المنطقة الشمالية من حوض نهر دجلة، بعد الهجرة من منطقة بابل خلال العهد الأكدي. اختلط الاشوريون مع الشعوب الجبلية الحيثيين والحوريين واستعبدوا الآراميين وقبائل عربية .

في عام 616 ق.م زحف حاكم بابل ومؤسس الدولة البابلية الحديثة (نابو بلاصر 625- 606 ق.م ) و بمعونة من الميديين، واخضع أشور عام 614 ق.م في عهد الابن الثاني لـ (آشور بانيبال) الملك سين شار اوشكن ، وبعد معارك أخرى أخضع نينوى في العام 612 ق.م وبذلك كانت نهاية الوجود السياسي الآشوري.

وكان للحضارة الأشورية إنجازات معمارية وصنع التماثيل ولاسيما تماثيل الثيران المجنحة التي كانت تقام أمام القصر الملكي، وزينت الجدران بنقوش المعارك ورحلات الصيد ، و كان فن النحت من اهم الفنون التي مارسها الاشوريون حيث قدمت لنا نماذج كثيرة ومن مختلف العصور نظرا لطبيعه المواد المستخدمة للنحت، وهي الحجارة بالدرجة الاولى والمعروفة بمقاومتها الشديدة لمختلف العوامل الطبيعية واحتفاظها باشكالها وهيئتها الاصلية مدة زمنية طويلة وقد كان فن النحت مجسما او مدورا كنحت التماثيل الادمية والحيوانية على اختلاف اشكالها واحجامها، وقد كان فن النحت بارز ويشمل النحت الالواح الحجرية و والكتابة على المسلات والنصب وغيرها ومن اشكال وانواع النحت ايضا النحت او الحفر على العاج او على الأختام الاسطوانية او المنبسطة والحفر كذلك على الخشب وصياغة المعادن .

[للأعلى…]

فن الحضارة الأشورية – الهندسة المعمارية

تتشابه المواد الإنشائية المستخدمة في فنون العمارة في الحضارة الأشورية مع مثيلاتها من حضارات بلاد ما بين النهرين باستثناء انه تم استخدام الحجر الطبيعي والأخشاب الجيدة في تشييد المعابد والقصور لوفرتها في المنطقة الشمالية وقد. اشتهر الفن العمارة الأشورية ببناء القصور الكبيرة وتدل بقايا القصور على ضخامتها واتساعها والقصر الأشوري يقسم إلى عدة أقسام وأجنحة وهناك أجنحة خاصة بالرجال وأخرى خاصة بشؤون الحكم وثالثة مخصصة للنساء كما يحتوي القصر على قسم خاص بالمطبخ وأجنحة الخدم , ومن أهم المنشآت المعمارية الهامة التي شيدت في العهد الأشوري هو مجمع الملك سرجون الثاني في ( دور – شركين ) بالقرب من نينوى والذي شيد عام 713- 707 قبل الميلاد.

[للأعلى…]

الفن في الحضارة الاكدية

قامت الحضارة الاكدية بين 2350 إلى 2200 ق.م والاكديون من أقدم الأقوام السامية التي استقرت في دلتا الرافدين وعاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين غير الساميين جنباً إلى جـنب، ثم آلت إليهم السلطــة في 2350 ق .م بقيادة (سرجون الاكدي). والحضارة الأكدية هي إمبراطورية أقامها سرجون الأكدي في مدينة أكد ، واتخذها عاصمة لدولته ، ومدينة اكد تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات بين زمير وكيش، وقد فرض سيادته على جميع مدن وادي الرافدين و امتد نفوذه على بلاد عيلام وسوريا والاناضول جنوبا الى الخليج العربي في مملكة واحدة طوال مدة حكمه الذي دام نحو 55 سنة ( 2334 حتى 2279 ق.م).

وقد أدخل خلال فترة حكمه الكثير من الإصلاحات على نظام الحكم والجيش والعمارة، ومن أشهر ملوك هذه الحضارة : سرجون الاكدي (2334 – 2279 ق.م) ، نرام سن (2260 – 2223 ق م) ، شر كلي شرى (2223 – 2198 ق م ) ، ويعتبر مظاهر الفن في الحضارة الأكدية أقل وضوحاً من تاريخهم السياسي، وهو أمر مرتبط بسببين؛ أولهما طبيعة الحكم الملكي المركزي، واستئثار الطبقة الحاكمة بالأضواء التي تلقيها المصادر على تاريخهم. وثانيا قلة المصادر المادية والكتابية المكتشفة، وبقاء العاصمة الأكدية مجهولة ولكن تظهر لنا بعض أعمال النحت الأكدي تأثراً بالفن السومري من حيث تقسيم المشاهد إلى حقول، ونمط الثياب، والمضمون الرمزي.

[للأعلى…]

المراجع: